مرداويج بن زیار بن وردانشاه الزياريّ قائدٌ إيرانيٌّ استطاع في مطلع القرن الرابع الهجريّ أن يحتلّ مناطق واسعةً من سواحل بحر قزوين ومناطق الجبال وجنوبيّ إيران؛ وكان يستعدّ لشنّ حملةٍ على أرّجان (بهبهان الحاليّة) للقضاء على عليّ البويهيّ، وحملةٍ على بغداد عاصمة الخلافة العباسيّة بهدف استقلال إيران سياسيًّا. لكنّه قُتل قبل أشهرٍ من تنفيذ مخطّطهِ بطريقةٍ مشبوهة بأيدي غلمانه الأتراك. تحاول هذه المقالة مستخدمةً منهجيّة السياق التاريخيّ، من خلال جمع المعلومات التاريخيّة، والتدقيق فيها وتحليلها للتوصل إلى معرفة زوايا هذه الحلقة المفرغة المتعلّقة بمقتل هذا القائد الإيرانيّ الذي كان يسعى إلى استقلال إيران، لكشف الدور الحقيقي للمحرّضين على الاغتيال. تدلّ نتائج التحقيق التي تمّ التوصّل إليها من خلال دراسة المصادر والمراجع التاريخيّة، وبالأسلوب الميدانيّ، أنّ مرداويج أظهر مبكّرًا وبشكل واضح عداءً صريحًا لعليّ البويهيّ، وفكّر في الإيقاع بهذا القائد المتمرّد؛ وفي نهاية المطاف، وقع مرداويج ضحيّةً لطموحات البويهيين.